بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان آخر ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من قرآن على الإطلاق فهو قوله
تعالى: [{وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ
تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } (سورة
البقرة: الآية 281)]
فقد أخرج النسائي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: آخر ما نزل من
القرآن كله، قوله تعالى: "واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله .. الآية". وعاش
النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزولها تسع ليال.
وهذا الرأي هو أقرب الأقوال إلى الصواب، لأن الآية الكريمة تحمل في طياتها
الإشارة إلى ختام الوحي والدين، بسبب ما تحث عليه من الاستعداد ليوم
القيامة، وما تنوه به من الرجوع إلى الله تعالى، ولأن ابن عباس رضي لله
عنهما قد ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عاش بعد نزولها عليه تسع
ليالي فقط.
وقد يقال: أن بعض الناس يظن أن آخر ما نزل من قرآن على الإطلاق، هو قوله
تعالى: [{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ
نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ..} (سورة المائدة: الآية
3)] والجواب أن هذه الآية الكريمة قد نزل على النبي صلى الله عليه وسلم في
حجة الوداع من السنة العاشرة بعد الهجرة. أي: قبل وفاة النبي صلى الله عليه
وسلم بأكثر من شهرين، أما آية: "واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله .." فكان
نزولها قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بتسع ليال فقط، كما جاء عن ابن
عباس رضي الله عنهما.
فإن قيل: فما المراد بإكمال الدين، وإتمام النعمة في قوله سبحانه: "اليوم
أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي .."؟ فالجواب: أن المراد بذلك: إنجاح
الدين وإقراره وإظهاره وإتمام تشريعاته وأحكامه وآدابه، وبسط سلطانه على
الجزيرة العربية كلها، وتمكن المسلمين من أداء مناسك الحج والطواف بالمسجد
الحرام، دون أن يشاركهم في ذلك غيرهم من المشركين.
قال الإمام القرطبي: وقد روي الأئمة عن طارق بن شهاب قال: جاء رجل من
اليهود إلى عمر بن الخطاب فقال له: يا أمير المؤمنين: آية في كتابكم
تقرؤونها لو علينا نزلت معشر اليهود، لاتخذنا ذلك اليوم عيدا .. فقال عمر:
أية آية تعني؟ فقال: قوله تعالى: [{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
..} (سورة المائدة: الآية 3)] فقال عمر: أني لأعلم اليوم الذي أنزلت فيه،
والمكان الذي أنزلت فيه نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة في
يوم الجمعة، يوم الحج الأكبر من السنة العاشرة بعد الهجرة (تفسير القرطبي
جـ6 ص61)
منقول
عدل سابقا من قبل Mira Gzouni في الثلاثاء يناير 04, 2011 7:09 pm عدل 1 مرات