السلام عليكم
للأسف البعض لا يراعي مستوى من يخاطبهم ويتعامل مع جميع الناس على أنهم طراز واحد ، وبالتالي يكون كلامه غير مقنع وردوده غير مجدية ، وربما تكون غير مفهومه ، فتزيد الطين بلة وتفسد أكثر مما تصلح ، لذلك روي عن علي بن أبي طالب أنه قال : " خاطبوا الناس على قدر عقولهم أتحبون أن يكذب الله ورسوله " .
أن أية رسالة الهدف منها إقناع المتلقين بمضمونها تحتم على القائمين بها سواء كانوا معلنين ، أو إعلاميين ، أو دعاة ، أو حتى المربي والمعلم تحتم عليهم جميعا إدراك الفروق الفردية بين البشر في سلوكهم وظروفهم النفسية إلى جانب فهم احتياجاتهم وقيمهم ومعتقداتهم بشكل كبير ، وذلك من أجل ضمان كون الرسالة الموجهة مؤثرة ومقنعة
ويجب مراعاة العوامل النفسية في المتلقي عند إعداد الرسالة لأنها تعتبر أسسا مهمة في الإقناع .
إن ما يصلح للعلماء قد لا يصلح للجهلاء وما يصلح للخاصة ربما يضر لو أخذ به العامة وما يمكن قوله في بلد قد يصعب ذكره في بلد آخر
و مدخل الإنسان في حال الفرح يختلف عن مدخله في حال الحزن والترح ومدخله وهو غني يختلف عن مدخله وهو فقير ، وكذلك مدخله وهو عالم غير مدخله وهو جاهل ، وما يروق لزيد ربما ينفّر عمرو
فاختر لكل إنسان ما يناسبه من مداخل تستطيع بها أن تغير قناعته لتصل به إلى الحق وتخلصه من أوهام الشبهات والاتهامات .
يقول دايل كارنيجي من هواياتي أن اصطاد السمك وبمقدوري أن أجعل الطعم الذي أثبته في السنارة أفخر أنواع الأطعمة ، لكن أفضل استعمال طعوم الديدان على الدوام ، لماذا ؟ ذلك أنني لا أخضع في انتقاء الطعوم إلى رغبتي الخاصة فالسمك هو الذي سيلتهم الطعم وهو يفضل الديدان فإذا أردت اصطياده قدمت له ما يرغب فيه
إدراك تفاوت عقول البشر يساعدك على فهم احتياجاتهم
نجاحك في إقناع الآخرين يقتضي أن تفهم شخصيتهم
وتعرف متى يغضبون ومتى يرضون ؟
لذا يجب على المحاور إذا أراد أن يكون كلامه مؤثرا ومقنعا أن يدرك أن عقول الناس تتفاوت فالأدلة التي تصلح لهذا ربما لا تصلح لذلك ، وطريقة المناقشة والمحاورة التي يقبلها هذا ربما لا يقبلها ذاك ،
فمثلاالانسان الثائر يخاطب بعبارات هادئة لتكون درءا وسلاما على القلوب والإنسان الهادئ الفاتر يخاطب بعبارات مثيرة للحمية موقظة للهمم حافزة للعزائم محركة للنفوس .....الخ
كما أن عليه أن يدرك أن الناس تستخدم أساليب مختلفة من لغة الحواس فمنهم من يستوعب بعينيه أو بأذنيه أو بمشاعره فلو استخدم الطرف الآخر ألفاظا خاصة بالرؤية مثل " أترى ماذا أقول ؟ " أو " لننظر معا إلى هذه النقطة " فحاول أن تتجاوب معهم باستخدام عبارات مشابهة مثل : " إني أرى وجهة نظرك " أو " أستطيع أن أتصور ما تحاول أن تقوله " ولو أنهم يعتمدون أكثر على ألفاظ سمعية مثل : " أصغ إليّ " فعليك أن ترد قائلا : " أنا أسمعك " وأن كانت لغتهم تركز على المشاعر مثل : " لا أشعر أن ذلك أمرا سليما " فباستطاعتك أن ترد بالقول: " أنا أيضا لا أشعر بالراحة لذلك " فأفضل طريقة للوصول إلى الآخرين هي أن تستخدم اللغة التي يجيدون فهمها ، وأن تتعرف عليهم وعلى طبيعتهم وعلى خصائصهم وعلى أحوالهم .
روى الديلمي عنه عليه الصلاة والسلام : " أمرنا معاشر الأنبياء أن نحدث الناس على قدر عقولهم " .
روى الديلمي عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تحدثوا أمتي من أحاديثي إلا ما تحمله عقولهم ، فيكون فتنة عليهم " .
إن دبلوماسية الحوار والإقناع هي أن تفهم شخصية من ستحاوره : متى يغضب ؟ متى يرضى ؟ متى يستجيب . متى يرفض . متى .. الخ وذلك من أجل أن تستطيع التعامل معه والحوز على قناعته والتأثير عليه .
إن الملك أخناتون وصى ابنه فقال له : " كن دبلوماسيا فذلك يساعدك في كسب محدثك " . لذا لا تكن أنت البادئ إذا أردت أن تكون محاورا ناجحا ، بل أجعل محدثك يعرض الموضوع كيفما شاء . لماذا ؟ حتى تكشف طبيعته وتستشف أسلوبه ، وتعرف هل هو ممن يحاورون بالعاطفة ، وترى نظراته للحياة ودرجة وعيه وفهمه حتى تختبره ، فتحدد من أين تأتيه ؟ وكيف تحاوره ؟ ومن أي طراز هو ؟ وهذا أسلوب دبلوماسي مهم للتمكن من التأثير في الطرف الآخر ، والقدرة على إقناعه بسهولة ويسر .
شكرا وأسأل الله لنا ولكم الهداية وحسن الخاتمة
للأسف البعض لا يراعي مستوى من يخاطبهم ويتعامل مع جميع الناس على أنهم طراز واحد ، وبالتالي يكون كلامه غير مقنع وردوده غير مجدية ، وربما تكون غير مفهومه ، فتزيد الطين بلة وتفسد أكثر مما تصلح ، لذلك روي عن علي بن أبي طالب أنه قال : " خاطبوا الناس على قدر عقولهم أتحبون أن يكذب الله ورسوله " .
أن أية رسالة الهدف منها إقناع المتلقين بمضمونها تحتم على القائمين بها سواء كانوا معلنين ، أو إعلاميين ، أو دعاة ، أو حتى المربي والمعلم تحتم عليهم جميعا إدراك الفروق الفردية بين البشر في سلوكهم وظروفهم النفسية إلى جانب فهم احتياجاتهم وقيمهم ومعتقداتهم بشكل كبير ، وذلك من أجل ضمان كون الرسالة الموجهة مؤثرة ومقنعة
ويجب مراعاة العوامل النفسية في المتلقي عند إعداد الرسالة لأنها تعتبر أسسا مهمة في الإقناع .
إن ما يصلح للعلماء قد لا يصلح للجهلاء وما يصلح للخاصة ربما يضر لو أخذ به العامة وما يمكن قوله في بلد قد يصعب ذكره في بلد آخر
و مدخل الإنسان في حال الفرح يختلف عن مدخله في حال الحزن والترح ومدخله وهو غني يختلف عن مدخله وهو فقير ، وكذلك مدخله وهو عالم غير مدخله وهو جاهل ، وما يروق لزيد ربما ينفّر عمرو
فاختر لكل إنسان ما يناسبه من مداخل تستطيع بها أن تغير قناعته لتصل به إلى الحق وتخلصه من أوهام الشبهات والاتهامات .
يقول دايل كارنيجي من هواياتي أن اصطاد السمك وبمقدوري أن أجعل الطعم الذي أثبته في السنارة أفخر أنواع الأطعمة ، لكن أفضل استعمال طعوم الديدان على الدوام ، لماذا ؟ ذلك أنني لا أخضع في انتقاء الطعوم إلى رغبتي الخاصة فالسمك هو الذي سيلتهم الطعم وهو يفضل الديدان فإذا أردت اصطياده قدمت له ما يرغب فيه
إدراك تفاوت عقول البشر يساعدك على فهم احتياجاتهم
نجاحك في إقناع الآخرين يقتضي أن تفهم شخصيتهم
وتعرف متى يغضبون ومتى يرضون ؟
لذا يجب على المحاور إذا أراد أن يكون كلامه مؤثرا ومقنعا أن يدرك أن عقول الناس تتفاوت فالأدلة التي تصلح لهذا ربما لا تصلح لذلك ، وطريقة المناقشة والمحاورة التي يقبلها هذا ربما لا يقبلها ذاك ،
فمثلاالانسان الثائر يخاطب بعبارات هادئة لتكون درءا وسلاما على القلوب والإنسان الهادئ الفاتر يخاطب بعبارات مثيرة للحمية موقظة للهمم حافزة للعزائم محركة للنفوس .....الخ
كما أن عليه أن يدرك أن الناس تستخدم أساليب مختلفة من لغة الحواس فمنهم من يستوعب بعينيه أو بأذنيه أو بمشاعره فلو استخدم الطرف الآخر ألفاظا خاصة بالرؤية مثل " أترى ماذا أقول ؟ " أو " لننظر معا إلى هذه النقطة " فحاول أن تتجاوب معهم باستخدام عبارات مشابهة مثل : " إني أرى وجهة نظرك " أو " أستطيع أن أتصور ما تحاول أن تقوله " ولو أنهم يعتمدون أكثر على ألفاظ سمعية مثل : " أصغ إليّ " فعليك أن ترد قائلا : " أنا أسمعك " وأن كانت لغتهم تركز على المشاعر مثل : " لا أشعر أن ذلك أمرا سليما " فباستطاعتك أن ترد بالقول: " أنا أيضا لا أشعر بالراحة لذلك " فأفضل طريقة للوصول إلى الآخرين هي أن تستخدم اللغة التي يجيدون فهمها ، وأن تتعرف عليهم وعلى طبيعتهم وعلى خصائصهم وعلى أحوالهم .
روى الديلمي عنه عليه الصلاة والسلام : " أمرنا معاشر الأنبياء أن نحدث الناس على قدر عقولهم " .
روى الديلمي عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تحدثوا أمتي من أحاديثي إلا ما تحمله عقولهم ، فيكون فتنة عليهم " .
إن دبلوماسية الحوار والإقناع هي أن تفهم شخصية من ستحاوره : متى يغضب ؟ متى يرضى ؟ متى يستجيب . متى يرفض . متى .. الخ وذلك من أجل أن تستطيع التعامل معه والحوز على قناعته والتأثير عليه .
إن الملك أخناتون وصى ابنه فقال له : " كن دبلوماسيا فذلك يساعدك في كسب محدثك " . لذا لا تكن أنت البادئ إذا أردت أن تكون محاورا ناجحا ، بل أجعل محدثك يعرض الموضوع كيفما شاء . لماذا ؟ حتى تكشف طبيعته وتستشف أسلوبه ، وتعرف هل هو ممن يحاورون بالعاطفة ، وترى نظراته للحياة ودرجة وعيه وفهمه حتى تختبره ، فتحدد من أين تأتيه ؟ وكيف تحاوره ؟ ومن أي طراز هو ؟ وهذا أسلوب دبلوماسي مهم للتمكن من التأثير في الطرف الآخر ، والقدرة على إقناعه بسهولة ويسر .
شكرا وأسأل الله لنا ولكم الهداية وحسن الخاتمة