خاطب الله - تعالى - المؤمنين فقال: {يا
أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها
ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}1 قال بعض السلف: "إذا
سمعت يا أيها الذين آمنوا؛ فأرع لها سمعك؛ فإنه إما أمر تؤمر به، أو نهي
تنهى عنه"، وهو إنما خاطب أهل الإيمان لأجل أنهم هم الذين ينتفعون بالخطاب
كما قال في موضع آخر: {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد}2، والمعنى للآية الأولى: اجعلوا بين أنفسكم وأهليكم وبين عذاب الله وقاية تقون بها أنفسكم وأهليكم من النار.
قال زيد بن أسلم - رضي الله عنه - لما نزلت هذه الآية قالوا: يا رسول الله هذا نقي أنفسنا، فكيف نقي أهلينا؟ قال:
((تأمرونهم بطاعة الله)).
وهذا الأمر من الله من أعظم الأوامر لعباده؛ إذ تظهر فيه رحمة ربنا -
سبحانه - لعباده، ولطفه بهم، وأنه أرحم بهم من آبائهم وأمهاتهم؛ لذا قال
علي - رضي الله عنه - في تفسيرها:
"علموا أهليكم خيرا"3، وقال مجاهد: "أوصوا أهليكم بتقوى الله"4، وقال قتادة: "مروهم بطاعة الله، وانهوهم عن معصيته"5.
وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -:
"قوا
أنفسكم" بالانتهاء عما نهاكم الله عنه، والعمل بطاعته، "وأهليكم" يعني
مروهم بالخير، وانهوهم عن الشر، وعلموهم وأدبوهم تقوهم بذلك، "نارا وقودها
الناس والحجارة" يعني الكبريت؛ لأنه أشد الأشياء حرا، وأسرع إيقادا،
"عليها ملائكة" يعني خزنة النار وهم الزبانية، "غلاظ" أي: فظاظ على أهل
النار، "شداد"يعني أقوياء يدفع الواحد منهم بالدفعة الواحدة سبعين ألفا في
النار، لم يخلق الله الرحمة فيهم، "لا يعصون الله ما أمرهم" أي: لا
يخالفون الله فيما أمرهم به ونهاهم عنه، "ويفعلون ما يؤمرون" أي: لا
تأخذهم رأفة في تنفيذ أوامره، والانتقام من أعدائه.
أيها المسلم: إن أعظم فرصة يجب أن تستغلها
لوقاية نفسك وأهلك من النار؛ هي فرصة التغيير في شهر رمضان؛ لاسيما وقد
أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم- أن لله عتقاء، وذلك كل ليلة في رمضان،
فإذا ما كانت آخر ليلة منه أعتق - سبحانه - مثل ما أعتق كل ليلة من بداية
الشهر، فالله الله في وقاية أنفسكم وأهليكم من نار جهنم؛ في شهر العتق من
النيران، والرحمة والرضوان، ومغفرة الرحمن، وتزين الجنان، وتصفيد الشيطان.
عليكم بالبدار والمسارعة إلى ذلك، والحذر الحذر: من عذاب الله وسطوته، وشديد عقابه وعذابه.
نسأل المولى القدير أن
يجعلنا من عتقائه وأجرائه من النار، والحمد الله أولا وآخرا.
أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها
ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}1 قال بعض السلف: "إذا
سمعت يا أيها الذين آمنوا؛ فأرع لها سمعك؛ فإنه إما أمر تؤمر به، أو نهي
تنهى عنه"، وهو إنما خاطب أهل الإيمان لأجل أنهم هم الذين ينتفعون بالخطاب
كما قال في موضع آخر: {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد}2، والمعنى للآية الأولى: اجعلوا بين أنفسكم وأهليكم وبين عذاب الله وقاية تقون بها أنفسكم وأهليكم من النار.
قال زيد بن أسلم - رضي الله عنه - لما نزلت هذه الآية قالوا: يا رسول الله هذا نقي أنفسنا، فكيف نقي أهلينا؟ قال:
((تأمرونهم بطاعة الله)).
وهذا الأمر من الله من أعظم الأوامر لعباده؛ إذ تظهر فيه رحمة ربنا -
سبحانه - لعباده، ولطفه بهم، وأنه أرحم بهم من آبائهم وأمهاتهم؛ لذا قال
علي - رضي الله عنه - في تفسيرها:
"علموا أهليكم خيرا"3، وقال مجاهد: "أوصوا أهليكم بتقوى الله"4، وقال قتادة: "مروهم بطاعة الله، وانهوهم عن معصيته"5.
وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -:
"قوا
أنفسكم" بالانتهاء عما نهاكم الله عنه، والعمل بطاعته، "وأهليكم" يعني
مروهم بالخير، وانهوهم عن الشر، وعلموهم وأدبوهم تقوهم بذلك، "نارا وقودها
الناس والحجارة" يعني الكبريت؛ لأنه أشد الأشياء حرا، وأسرع إيقادا،
"عليها ملائكة" يعني خزنة النار وهم الزبانية، "غلاظ" أي: فظاظ على أهل
النار، "شداد"يعني أقوياء يدفع الواحد منهم بالدفعة الواحدة سبعين ألفا في
النار، لم يخلق الله الرحمة فيهم، "لا يعصون الله ما أمرهم" أي: لا
يخالفون الله فيما أمرهم به ونهاهم عنه، "ويفعلون ما يؤمرون" أي: لا
تأخذهم رأفة في تنفيذ أوامره، والانتقام من أعدائه.
أيها المسلم: إن أعظم فرصة يجب أن تستغلها
لوقاية نفسك وأهلك من النار؛ هي فرصة التغيير في شهر رمضان؛ لاسيما وقد
أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم- أن لله عتقاء، وذلك كل ليلة في رمضان،
فإذا ما كانت آخر ليلة منه أعتق - سبحانه - مثل ما أعتق كل ليلة من بداية
الشهر، فالله الله في وقاية أنفسكم وأهليكم من نار جهنم؛ في شهر العتق من
النيران، والرحمة والرضوان، ومغفرة الرحمن، وتزين الجنان، وتصفيد الشيطان.
عليكم بالبدار والمسارعة إلى ذلك، والحذر الحذر: من عذاب الله وسطوته، وشديد عقابه وعذابه.
نسأل المولى القدير أن
يجعلنا من عتقائه وأجرائه من النار، والحمد الله أولا وآخرا.