الأنا... نيّة
منذ ألوف السنين والبشري يبحث عن ذاته ليتعرف عليها، وكل شخص جاء بمعلومة جديدة وكل إنسان له تجربته الخاصة عن ذاته... والاختلاف ليس في الأشخاص فحسب، بل إن الزمن والطاقة الخاصة بذلك الوقت لها دخل بالتعرف علي الذات، لذلك تري أنه بعد البُعد الثاني الذي انتهي فيه دور الأنبياء جاء البعد الثالث والذي ازدهر فيه العلم والمعرفة، وهذا لأن الطاقة التي كانت تحكم الكون في ذلك الوقت كانت تؤثر علي خلايا المخ وتحفزه، ونري أن أكثر العلماء ظهروا في ذلك الوقت وكان علمهم شامل، يعني أن العالِم يعرف في الطب والنجوم والفلك والكيمياء وغيرها من علوم...
وهكذا استمرّت الحياة إلي أن دخلنا البُعد الرابع وصار الإنسان يفكر بنفسه كجسد وليس كروح، ولهذا ظهرت العلوم التي تخدم الجسد وبالكاد يستطيع أن ينجح فيها شخص واحد وأكثر العلوم تتشكل من مجموعة من العلماء لأن الطاقة الحالية لا تساعد المخ ولهذا نحن محتاجون إلي عدد من الأدمغة حتى يستطيعوا أن يحلوا مسألة واحدة، ولكنك تري كل يوم تظهر آلة جديدة حتى تكون مرتاح أكثر ولا تتحرك من مكانك ويكون كل شيء تحت تصرفك. وهذه الطاقة هي التي ولّدت الأنانية!!!!!
الأنانية هي التي تجلب السعادة لك ولغيرك، لأنك حين تحس بالسعادة تريد أن تشارك بها، ولكن حين تختفي الأنا لا تحس بالسعادة بل ترتقي إلي درجة أعلي وهي النشوة.....
علماء البعد الثالث حين تكلموا عن اختفاء الأنا كانوا يرمون إلي هذه النشوة، ولكننا في هذا الجيل مع هذه الطاقة لا نستطيع أن نفهم اختفاء الأنا، لذلك يجب أن نختبر الأنانية ثم نصل إلي الأبعد من خلال النيّة....
أكيد لا يوجد أي وصف خاص تصف فيه اختفاء الأنا، ولكن من خلال المقارنة بالأنانية تستطيع أن تحصل علي شيء يمكنك أن تسمّيه وصفاً للا-أنا....
في الأنانية أنت سعيد وتريد أن تشارك السعادة مع الآخرين... تصوّر شخصاً سكراناً، كيف يكون حاله؟
يضحك أو يرقص أو يثرثر وكل هذا يحتاج إلي شخص ثاني حتى يشاركه هذه السكرة، وتصوّر شخصاً استخدم المخدرات... ستراه يجلس في مكان ما وهو هادئ جداً ولا يحتاج إلي أن يشارك إحساسه مع أحد لأن إحساسه لا يوصف.... أنت في الأنانية تحس بالحب وفرح الحب وإذا لم يتواجد الحبيب تحس بالإحباط، وحين تختفي الأنا يختفي الحب ويبقي الوجد والهيام دون أي سِكر آو إدمان.... وأنت لا تحس بالإحباط سواء أكان الحبيب موجوداً أم لا....
في الأنانية أنت تحتاج لأن تكون موضع ثقة وحب من الآخرين، وإذا لم تكن كذلك ستفقد السعادة... وفي اختفاء الأنا ستصبح حتى المسبّة هي محبة لأنك ستفكّر: (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟؟؟)
الكثير منا يكتفي بالسعادة التي يصل لها ويتصوّر نفسه موصولاً لأنه يحس بالسعادة والفرح الدائم، لكن الحقيقة هي عندما لا تشعر بشيء أبداً وكأنك في اللازمان واللامكان.... حينها أنت موصول بالأكوان!!!!
افهمها مثلما تريد لأن لا وصف لها وهي أبعد من حدود اللغة والكلمات