من طرف ..قد
إنزوت القمر وراح نورها يلوّن مياه السواقي وتلك المجاري التي عطرتها
الطيور المهاجرة برسوِّها عليها ،وأطربت سكونها بعزفها على أوتار الهوى
الرقيقْ،وبعثرت سكون كل راكد وجماد،وتسللت تحت أجنحة بعضها كأنها تحتمي
ببعضها من قطرات المطر ،حينها أدركت روح الجنوب أنها تحيا الحياة السرمدية
التي تقاسمتها في أحلامها الوردية مع نسائم الشرق المهيب وقالت الروح
للروح :ما أدركت بالفعل من هو الشرق إلا بعد مدّة وكيف لي أن أعرفه فكل
الشرق أخضر وكلّ مافيه نضر ،وكل أغانيه وشدوه جميلْ.
رغم
ذلك لم أعدل عن قراري الذي إتخذته بشأنه ،القرار الذي حُسم من اول رحلة لي
إلى الشرق {العيش في رحابه أو الهلاك دونه} من ساعتها غدوت أسأل الجنوب في
ذاتي الذي حسبته تاه في غياهب مملكة الشرق العظيم ،إذ به شعر بلذّته قبلي
وقال لي:منذ أن أذنت لي أن أجعل الشرق واحدا من أحلامي وأن أستلقي على
أشجاره ويستلقي بدوره على نخيلي وأن
يبكي على وحدتي وأنوح بدوري على إنفراده ،ربما تسمعنا الشحاريير وتزيد دفق
عواطفنا بدموعها وزقزقتها ،أو تعانق معنا الشوق كما عانقنا
الحب كعناق الدم لمجراه في العروق الليّنة ،هنالك إعتنقت الشرق واقتنعت أن
قلبه الخصيب هو قلبي وروحه جنّتي وفردوسي،وجعلته المسؤول عن رعشة روحي وذاتي التي تسكن جسدي ،هل أدركت منذ متى عشقت الشرق وآن لي الآن أن آخذه ويأخذني إلى حيث يمكنك أن نكون ،إلى الوداعة والجنّة ،أين تسكن وترقد بسلام كلّ الأرواح العاشقة التي تشرّبت لذّته حتى الثمالة.
عجزت
عن الكلام بعدما سمعت ما تقوله نفسي المتفائلة حدَّ النخاعْ ، نفس الجنوب
الدافئ ،ولم أشك في أنه الحلم الذي راودني قبل أعوام ...وهل الأحلام تتحقق
بعد أعوام؟؟.
نعم تحققتْ لما تعانقت وطير الشرق ،العناق الأبدي ،عناق القدر والقلب
والروح والجسدْ،وشممت نكهة عطره الشرقي واهتزّ أيّاما لروعة الجنوبوعذبِ
ما جاء به من ثمار النخيل،وكيف إرتوى الشرق به وذهلْ حتى ذابت الأحلام
وارتشفتها الأفئدة عشقا زلالاً.
مذْ ذاك أسكنته في تلافيفي وغدت أحلام الطيور المهاجرة رحلة ،ودفئ ذاتي ونسيم جباله قبلةً،تساوي هنا نغمة ،وهناك نغمة ،واليوم وغدا نغمة...
ياطير الشرق الجميل لا تحزنْ رافقني النهاية ليست عندنا ولا بيدنا وسيدرك الجميع من الطير أن العشق إيمان ،والإيمان عبادة، بل هنا أحلامناالتي بها بدأنا رحلتنا أيها الشرق العظيم.
إنزوت القمر وراح نورها يلوّن مياه السواقي وتلك المجاري التي عطرتها
الطيور المهاجرة برسوِّها عليها ،وأطربت سكونها بعزفها على أوتار الهوى
الرقيقْ،وبعثرت سكون كل راكد وجماد،وتسللت تحت أجنحة بعضها كأنها تحتمي
ببعضها من قطرات المطر ،حينها أدركت روح الجنوب أنها تحيا الحياة السرمدية
التي تقاسمتها في أحلامها الوردية مع نسائم الشرق المهيب وقالت الروح
للروح :ما أدركت بالفعل من هو الشرق إلا بعد مدّة وكيف لي أن أعرفه فكل
الشرق أخضر وكلّ مافيه نضر ،وكل أغانيه وشدوه جميلْ.
رغم
ذلك لم أعدل عن قراري الذي إتخذته بشأنه ،القرار الذي حُسم من اول رحلة لي
إلى الشرق {العيش في رحابه أو الهلاك دونه} من ساعتها غدوت أسأل الجنوب في
ذاتي الذي حسبته تاه في غياهب مملكة الشرق العظيم ،إذ به شعر بلذّته قبلي
وقال لي:منذ أن أذنت لي أن أجعل الشرق واحدا من أحلامي وأن أستلقي على
أشجاره ويستلقي بدوره على نخيلي وأن
يبكي على وحدتي وأنوح بدوري على إنفراده ،ربما تسمعنا الشحاريير وتزيد دفق
عواطفنا بدموعها وزقزقتها ،أو تعانق معنا الشوق كما عانقنا
الحب كعناق الدم لمجراه في العروق الليّنة ،هنالك إعتنقت الشرق واقتنعت أن
قلبه الخصيب هو قلبي وروحه جنّتي وفردوسي،وجعلته المسؤول عن رعشة روحي وذاتي التي تسكن جسدي ،هل أدركت منذ متى عشقت الشرق وآن لي الآن أن آخذه ويأخذني إلى حيث يمكنك أن نكون ،إلى الوداعة والجنّة ،أين تسكن وترقد بسلام كلّ الأرواح العاشقة التي تشرّبت لذّته حتى الثمالة.
عجزت
عن الكلام بعدما سمعت ما تقوله نفسي المتفائلة حدَّ النخاعْ ، نفس الجنوب
الدافئ ،ولم أشك في أنه الحلم الذي راودني قبل أعوام ...وهل الأحلام تتحقق
بعد أعوام؟؟.
نعم تحققتْ لما تعانقت وطير الشرق ،العناق الأبدي ،عناق القدر والقلب
والروح والجسدْ،وشممت نكهة عطره الشرقي واهتزّ أيّاما لروعة الجنوبوعذبِ
ما جاء به من ثمار النخيل،وكيف إرتوى الشرق به وذهلْ حتى ذابت الأحلام
وارتشفتها الأفئدة عشقا زلالاً.
مذْ ذاك أسكنته في تلافيفي وغدت أحلام الطيور المهاجرة رحلة ،ودفئ ذاتي ونسيم جباله قبلةً،تساوي هنا نغمة ،وهناك نغمة ،واليوم وغدا نغمة...
ياطير الشرق الجميل لا تحزنْ رافقني النهاية ليست عندنا ولا بيدنا وسيدرك الجميع من الطير أن العشق إيمان ،والإيمان عبادة، بل هنا أحلامناالتي بها بدأنا رحلتنا أيها الشرق العظيم.
يــــــتبــــع...
