لو قرأنا أو سمعنا هذه الأيام أن هناك من قتل نفسه لانه وقع في الحب، أو
لأن حبيبته ماتت، لارتسمت في أذهاننا العديد من علامات الاستفهام
الحائرة.. وربما تداعي إلي أذهاننا أن هذا الرجل قد فقد عقله.. وأن مكانه
الطبيعي هو أحدي المستشفيات العقلية، ولكن هذا الشيء الذي نري فيه غرابة
قد لاتصدق، تحدثت عنه وروته كتب التراث!.
نحن نعرف أنه في صدر الاسلام وخاصة في العصر الأموي ساد ما يعرف بالحب
العذري.. وهو الحب المنزه عن الهوي.. الحب النقي الطاهر الذي يعيش به وله
الانسان دون أن يلتمس من ورائه شهوة أو رغبة حسية..
ان الانسان الذي يشعر بالحب عليه أن يعيش علي هذا الاحساس الجميل حتي لو فقد عقله!!
فقد كان أملهم من هذا الحب أن يعيشوا أجواء الحب نفسه، وبما فيه من متعة روحية لايحسها الا من يتذوق لوعة هذا الحب..!
فمادام قد عرف الحب، فعليه ألا يدنس شرف من يحب.
ومن هنا فقد كان العرب يفرقون بين الحب الحقيقي والحب الذين كانوا يطلقون
عليه الحب الدفيء، كما كان فلاسفة الاغريق القدامي يميزون بين ثلاثة أنواع
من الحب:
الحب الجسدي
الحب الروحي
الحب المثالي .