فعلا هذه حال الجاهل يعجز ـ عادة ـ عن الرد على أهل الاِيمان بالحجة
والبرهان ، يعبر عن عجزه هذا بالاستهزاء بهم والسخرية منهم ، يقول تعالى :
( زُيّنَ للَّذينَ كَفرُوا الحَياةُ الدُّنيا ويَسخَرونَ مِنَ الَّذين
آمنُوا..) .
لو انك قرأت شيئا يسيرا من الرد يا مبتدع لما قلت هذا الكلام ولكن انت من قال بهم رب البريه
إِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ
تمهيد:
لا
يمكن لأي إنسان أن يستغني عن النصيحة في جميع مواقعه ومواقفه، فيحتاج
إليها الحاكم في سياسته وإدارة شؤون أمته، ويحتاج إليها رب الأسرة في
إدارة أسرته، ويحتاج إليها المعلم والمربي في تعليمه وتربيته، ويحتاج
إليها الداعية في تبليغ دعوته.
أولا: تعريف النصيحة
أ- لغة: لها عدة معان، منها:
< تخليص الشيء من شوائبه، فيقال نصح العسل إذا صفاه من شمعه.
< سد الخلل، نصح الرجل ثوبه إذا خاطه وسد خلله.
ب- اصطلاحا: الإرشاد بالطريقة المناسبة إلى تخلي الإنسان عن عيوبه وانحرافه.
ثانيا: ضرورتها
يحتاج الفرد في كل زمان ومكان إلى نصيحة أخيه، وقد دلت أحاديث كثيرة على التزام النصح اسداء وقبولا، منها:
1. عن أبي رقية تميم بن أوس الداري قال:
قال رسول صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة)، قالوا: [لمن؟] قال: (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) [رواه مسلم].
النصيحة لله تعالى: بالإيمان به وحده لا شريك له، ووصفه بصفات الكمال والجمال والجلال، وتنزيهه عن كل نقص، والاعتراف بنعمه وشكره.
النصيحة لكتابه: بالإيمان بأنه كلام الله وتعظيمه وقراءته وتدبره.
النصيحة لرسوله: بتصديقه على الرسالة واحترامه ونصرته حيا وميتا.
النصيحة لأئمة المسلمين: بمساعدتهم على الحق وتذكيرهم بواجباتهم.
النصيحة لعامة المسلمين: بإسداء النصح لهم.
2. عن جرير بن عبد الله قال: [بايعت رسول الله على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم] [رواه البخاري].
ثالثا: الرسول صلى الله عليه وسلم الناصح
إن الرسول صلى الله عليه وسلم يبين الأحكام ويعلم ويحكم بمقتضى شرع الله ويقوم بدور الناصح الأمين.
1.
النهي عن تدخل الشخص فيما لا يعنيه: فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) [رواه الترمذي].
2. النهي عن الغضب: عن أبي هريرة أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال: (لا تغضب! لا تغضب! لا تغضب!) [رواه البخاري].
3.
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: (يا غلام! إني
أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل
الله، وإذا استعنت فاستعن بالله) [رواه الترمذي].
رابعا: أسباب رفض النصيحة
1. عدم احترام الناصح لآداب النصيحة فيجرح في القول أو يقدم النصح أمام الناس.
2. الغرور والتكبر، إذ يرى المتكبر نفسه أرفع من أن يُنصح.
3.
العزة بالإثم ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ
بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾ [سورة
البقرة.الآية 206].
خامسا: آثار ترك النصيحة
1. دوام الخطأ والانحراف.
2.
استحقاق الإثم والعذاب: فقد أصاب العذاب أقواما في الدنيا قبل الآخرة بسبب
رفضهم لنصائح أنبيائهم كما حكى القرآن عن قوم صالح، ﴿فَعَقَرُواْ
النَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ يَا صَالِحُ
ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ* فَأَخَذَتْهُمُ
الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ* فَتَوَلَّى عَنْهُمْ
وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ
لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ﴾ [سورة الأعراف، الآيتان
77-79].
3. ضعف مستوى العطاء في جميع المستويات.
سادسا: آداب إسداء النصيحة
حتى تكون النصيحة فاعلة ومؤثرة لابد من تحقق شروط منها:
1. ابتغاء وجه الله تعالى من وراء النصيحة.
2.
التحقق من وجود الخطأ والانحراف، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن
جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا
بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ [سورة
الحجرات، الآية 6].
3. إبراز محاسن المنصوح قبل إظهار عيوبه ﴿وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ...﴾ [سورة الشعراء، الآية 183].
4. اختيار الظروف والأحوال المناسبة.
5.
اختيار حسن الألفاظ والابتعاد عن القول الجارح ﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلًا
لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾ [سورة طه، الآية 44].
6.
التزام الرفق وتجنب العنف في القول والعمل، قال الرسول صلى الله عليه
وسلم: (إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف)
[رواه مسلم].
7. مراعاة السرية في النصيحة حتى لا تكون فضيحة.
8. مراعاة التناسب بين الناصح والمنصوح سنا ومقاما.
9. ابتغاء الخير للمنصوح.
10. تحمل أذى المنصوح.
سابعا: خلاصات
*.
كل الناس بحاجة إلى النصح في حال الإقبال على الله والإعراض، في حال
الانتصار والانكسار، عند حصول النعم وعند حلول النقم، عند هبوب نسمات
الأمل ورياح اليأس...
*. التزام السلف الصالح للنصيحة إسداء وقبولا، قال عمر بن الخطاب: [رحم الله امرءا أهدى إلي عيوبي].
* قيل
لعمر بن الخطاب: [اتق الله يا أمير المؤمنين]، فنطق آخر: [اسكت فقد أكثرت
على أمير المؤمنين]، فقال عمر: [دعه فلا خير فيهم إن لم يقولوها، ولا خير
فينا إن لم نقبلها].
* قالت
امرأة لعمر بن الخطاب: [اتق الله يا عمر في الرعية]، فرد عليها آخر: [قد
اجترأت على أمير المؤمنين]، فقال عمر بن الخطاب: [دعها، أما تعرف هذه؟
إنها خولة بنت حكيم التي سمع الله قولها من فوق سبع طباق، فعمر أحرى أن
يسمع كلامها].
*. التزام الصالحين للنصيحة والعمل بها:
< قال ابن عطاء الله السكندري:
[اجتهادك فيما ضمن لك، وتقصيرك فيما طلب منك، دليل على انطماس البصيرة منك].
[لا
يكن تأخر أمد الإعطاء مع الإلحاح في الدعاء موجبا ليأسك، فهو ضمن لك
الاجابة فيما يختاره لنفسك لا فيما تختاره لنفسك وفي الوقت الذي يريد لا
في الوقت الذي تريد...].
[من علامات النجاح في النهايات الرجوع إلى الله في البدايات، من أشرقت بدايته أشرقت نهايته].
< جاء
رجل إلى الحسن البصري فقال: [إن فلانا يتحدث عنك بسوء] فقال: [انصح صاحبك
وقل له: الموت يعمنا، والقبر يضمنا، والقيامة تجمعنا، والله يحكم بيننا
وهو خير الحاكمين].
والبرهان ، يعبر عن عجزه هذا بالاستهزاء بهم والسخرية منهم ، يقول تعالى :
( زُيّنَ للَّذينَ كَفرُوا الحَياةُ الدُّنيا ويَسخَرونَ مِنَ الَّذين
آمنُوا..) .
لو انك قرأت شيئا يسيرا من الرد يا مبتدع لما قلت هذا الكلام ولكن انت من قال بهم رب البريه
إِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ
تمهيد:
لا
يمكن لأي إنسان أن يستغني عن النصيحة في جميع مواقعه ومواقفه، فيحتاج
إليها الحاكم في سياسته وإدارة شؤون أمته، ويحتاج إليها رب الأسرة في
إدارة أسرته، ويحتاج إليها المعلم والمربي في تعليمه وتربيته، ويحتاج
إليها الداعية في تبليغ دعوته.
أولا: تعريف النصيحة
أ- لغة: لها عدة معان، منها:
< تخليص الشيء من شوائبه، فيقال نصح العسل إذا صفاه من شمعه.
< سد الخلل، نصح الرجل ثوبه إذا خاطه وسد خلله.
ب- اصطلاحا: الإرشاد بالطريقة المناسبة إلى تخلي الإنسان عن عيوبه وانحرافه.
ثانيا: ضرورتها
يحتاج الفرد في كل زمان ومكان إلى نصيحة أخيه، وقد دلت أحاديث كثيرة على التزام النصح اسداء وقبولا، منها:
1. عن أبي رقية تميم بن أوس الداري قال:
قال رسول صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة)، قالوا: [لمن؟] قال: (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) [رواه مسلم].
النصيحة لله تعالى: بالإيمان به وحده لا شريك له، ووصفه بصفات الكمال والجمال والجلال، وتنزيهه عن كل نقص، والاعتراف بنعمه وشكره.
النصيحة لكتابه: بالإيمان بأنه كلام الله وتعظيمه وقراءته وتدبره.
النصيحة لرسوله: بتصديقه على الرسالة واحترامه ونصرته حيا وميتا.
النصيحة لأئمة المسلمين: بمساعدتهم على الحق وتذكيرهم بواجباتهم.
النصيحة لعامة المسلمين: بإسداء النصح لهم.
2. عن جرير بن عبد الله قال: [بايعت رسول الله على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم] [رواه البخاري].
ثالثا: الرسول صلى الله عليه وسلم الناصح
إن الرسول صلى الله عليه وسلم يبين الأحكام ويعلم ويحكم بمقتضى شرع الله ويقوم بدور الناصح الأمين.
1.
النهي عن تدخل الشخص فيما لا يعنيه: فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) [رواه الترمذي].
2. النهي عن الغضب: عن أبي هريرة أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال: (لا تغضب! لا تغضب! لا تغضب!) [رواه البخاري].
3.
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: (يا غلام! إني
أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل
الله، وإذا استعنت فاستعن بالله) [رواه الترمذي].
رابعا: أسباب رفض النصيحة
1. عدم احترام الناصح لآداب النصيحة فيجرح في القول أو يقدم النصح أمام الناس.
2. الغرور والتكبر، إذ يرى المتكبر نفسه أرفع من أن يُنصح.
3.
العزة بالإثم ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ
بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾ [سورة
البقرة.الآية 206].
خامسا: آثار ترك النصيحة
1. دوام الخطأ والانحراف.
2.
استحقاق الإثم والعذاب: فقد أصاب العذاب أقواما في الدنيا قبل الآخرة بسبب
رفضهم لنصائح أنبيائهم كما حكى القرآن عن قوم صالح، ﴿فَعَقَرُواْ
النَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ يَا صَالِحُ
ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ* فَأَخَذَتْهُمُ
الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ* فَتَوَلَّى عَنْهُمْ
وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ
لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ﴾ [سورة الأعراف، الآيتان
77-79].
3. ضعف مستوى العطاء في جميع المستويات.
سادسا: آداب إسداء النصيحة
حتى تكون النصيحة فاعلة ومؤثرة لابد من تحقق شروط منها:
1. ابتغاء وجه الله تعالى من وراء النصيحة.
2.
التحقق من وجود الخطأ والانحراف، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن
جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا
بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ [سورة
الحجرات، الآية 6].
3. إبراز محاسن المنصوح قبل إظهار عيوبه ﴿وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ...﴾ [سورة الشعراء، الآية 183].
4. اختيار الظروف والأحوال المناسبة.
5.
اختيار حسن الألفاظ والابتعاد عن القول الجارح ﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلًا
لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾ [سورة طه، الآية 44].
6.
التزام الرفق وتجنب العنف في القول والعمل، قال الرسول صلى الله عليه
وسلم: (إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف)
[رواه مسلم].
7. مراعاة السرية في النصيحة حتى لا تكون فضيحة.
8. مراعاة التناسب بين الناصح والمنصوح سنا ومقاما.
9. ابتغاء الخير للمنصوح.
10. تحمل أذى المنصوح.
سابعا: خلاصات
*.
كل الناس بحاجة إلى النصح في حال الإقبال على الله والإعراض، في حال
الانتصار والانكسار، عند حصول النعم وعند حلول النقم، عند هبوب نسمات
الأمل ورياح اليأس...
*. التزام السلف الصالح للنصيحة إسداء وقبولا، قال عمر بن الخطاب: [رحم الله امرءا أهدى إلي عيوبي].
* قيل
لعمر بن الخطاب: [اتق الله يا أمير المؤمنين]، فنطق آخر: [اسكت فقد أكثرت
على أمير المؤمنين]، فقال عمر: [دعه فلا خير فيهم إن لم يقولوها، ولا خير
فينا إن لم نقبلها].
* قالت
امرأة لعمر بن الخطاب: [اتق الله يا عمر في الرعية]، فرد عليها آخر: [قد
اجترأت على أمير المؤمنين]، فقال عمر بن الخطاب: [دعها، أما تعرف هذه؟
إنها خولة بنت حكيم التي سمع الله قولها من فوق سبع طباق، فعمر أحرى أن
يسمع كلامها].
*. التزام الصالحين للنصيحة والعمل بها:
< قال ابن عطاء الله السكندري:
[اجتهادك فيما ضمن لك، وتقصيرك فيما طلب منك، دليل على انطماس البصيرة منك].
[لا
يكن تأخر أمد الإعطاء مع الإلحاح في الدعاء موجبا ليأسك، فهو ضمن لك
الاجابة فيما يختاره لنفسك لا فيما تختاره لنفسك وفي الوقت الذي يريد لا
في الوقت الذي تريد...].
[من علامات النجاح في النهايات الرجوع إلى الله في البدايات، من أشرقت بدايته أشرقت نهايته].
< جاء
رجل إلى الحسن البصري فقال: [إن فلانا يتحدث عنك بسوء] فقال: [انصح صاحبك
وقل له: الموت يعمنا، والقبر يضمنا، والقيامة تجمعنا، والله يحكم بيننا
وهو خير الحاكمين].